ãäÙãÉ ÇáÚÝæ ÇáÏæáíÉ ÇáÕÝÍÉ ÇáÑÆíÓíÉ ãÏæäÉ مدونة بعثة العفو إلى لبنان واسرائيل ÇáÇäÊÞÇá Åáì ÇáãÍÊæì ÇáÑÆíÓí
ÇáÊÕÝÍ ÇáÑÆíÓí
language links
Blogs
ÊÚÑíÝ íÇáãäÙãÉ ÊÚãã ÍÞæÞ ÇáÅäÓÇä ÇáãßÊÈÉ ÊÍÑ ßæÇ ÇáÂä ÇáÍãáÇÊ ÇÊÕáæÇ ÈäÇ ÎÑíØÉ ÇáãæÞÚ

ÇáÊÕÝÍ ÏÇÎá åÐÇ ÇáÞÓã

مدونة بعثة العفو إلى لبنان واسرائيل

الثلاثاء، ديسمبر ١٢، ٢٠٠٦

هل جواز سفرك أخضر
إن حيازتك لجواز أخضر يعد أمرا بلا جدوى وخاصة إذا كنت تريد العبور إلى غزة، أما إذا كنت من مواطني المكسيك أو الجزائر أو بنجلاديش فأعد نفسك إلى التعرض لاستجواب أمني غريب ومكثف.

من الصعوبة بمكان القبول بفكرة أن هذه الإجراءات الأمنية هي السبب الرئيسي وراء الإجراءات المشددة التي تتخذها السلطات الإسرائيلية على الحدود. المسؤولون عن منطقة الجوازات كانوا عبارة عن عدد من الجنود الإسرائيليين الذين يستمعون إلى موسيقى البوب وأكل الشيبسي وتبادل الحديث، بينما انشغل بعضهم الآخر بالتحدث عبر هاتفه الجوال

أحد أعضاء وفد منظمة العفو الدولية من بنجلاديش وكانت لديها فيزا تسمح بالدخول لإسرائيل مرة واحدة، ولكننا اكتشفنا أن الإجراءات قد تغيرت وأن الإجراءات الجديدة تتطلب الحصول على فيزا متعددة للعودة إلى إسرائيل. أخبرنا الجندي الشاب:"يمكنك العبور إلى غزة ولكن لن تستطيع العودة إلى إسرائيل".

كما واجه عضو الوفد من الجزائري الجنسية مشكلة في الفيزا أيضا. وبالرغم من أن مواطني المكسيك لا يحتاجون إلى الحصول على تأشيرة دخول إلى إسرائيل.

وفي النهاية سويت مشكلة التأشيرات وانتقلنا من عالم العبث إلى عالم الواقع وشعرنا كما لو أننا قد انتقلنا إلى سجن كبير ذو حراسة مشددة.

دخلنا إلى عنبر كبير حيث يتم مراقبة كل ما يتحرك داخلة بدقة شديدة بواسطة كاميرات مراقبة بينما تستمع إلى أوامر الجنود عبر مكبر صوت غير واضح. عبرنا بوابة حديدية ضيقة تسمح بالكاد بعبور شخص واحد فقط، أما وإذا كنت تحمل حقائب فأن الأمر يصبح أكثر صعوبة، ثم عبرنا عدة بوابات أخرى يتحكم بفتحها أشخاص غير مرئيين.
المعبر كان مهجورا وكنا الأشخاص الوحيدين الذين يعبرونه.
أنا خائفة من الجنود الإسرائليين

يمتد السلك الشائك فوق التل على مرمى البصر والذي يفصل قرية بلاعيين عن حقول الزيتون والتي تمثل 75% من أراضيها. وأخبرتنا امرأة من القرية أن عائلتها فقدت كل ما تملك من أراضي ومن الدخل الذي كانت تجنيه من زيت الزيتون. ومن خلف السياج كان يمكننا رؤية الأسطح الحمراء اللون للبيوت غير المصرح بها للمستوطنين والتي تعد السبب في انتزاع أراضي الفلسطينيين.

ويذكر أن قرية بلاعين قد تحولت في الفترة الأخيرة إلى مسرحا لمظاهرات سلمية احتجاجية ينظمها أهالي القرية أسبوعيا مع نشطاء السلام الإسرائيليين والزوار الأجانب.

عند وصولنا إلى القرية، وجدنا في استقبالنا عدد من الصحفيين، وبعد خروج أهالي القرية من صلاة الجمعة قادنا أحد منظمي التظاهرة إلى المكان المخصص للتظاهر، ولكن وما اقتربنا من المكان حتى لاحظنا وجود جندي إسرائيلي فوق أسطح أحد المنازل الواقع على حافة القرية الفلسطينية.
شاهدنا عددا من الجنود الإسرائيليين بكافة تجهيزاتهم فوق أسطح أحد المنازل والذي افتراضنا للوهلة الأولى أنه خالي من السكان، ولكن المرافق لنا أخبرنا بأن المنزل يقطنه عدد من السكان الفلسطينيين وقد توقفنا للحديث معهم.

وجدنا داخل المنزل فتاة تبلغ من العمر 12 عاما مرعوبة وخائفة وقالت لنا: "أنا خائفة من الجنود الإسرائيليين" وأخبرتنا أن عائلتها تجلس في الظلام في انتظار مغادرة الجنود المنزل وأضافت أن الجنود وأمروهم بأن نبقى الشبابيك والأبواب مغلقة.

وبينما كنا نتحدث معها نشبت بعد التحرشات بين الجنود الإسرائيليين وصبية فلسطينيين. حذرنا الجنود الإسرائيليين بأن لدينا دقيقتين فقط لمغادرة المكان. وبينما كنا نسرع الخطى لمغادرة المكان بدأ الجنود الإسرائيليين في إطلاق الأعيرة النارية المغلفة بالبلاستيك والغازات المسيلة للدموع.

نحن نعرف أن عجلة البيروقراطية لا يمكن وقفها، ففي الوقت الذي كنا نحاول مغادرة المكان بسلام كنا في نفس الوقت نكتب مناشدة إلى قادة العالم.
من مسافة أمنة شممنا رائحة الغازات المسيلة للدموع بينما كنا نتبادل الحديث مع بعض المزارعين والأطفال الذين انفصلوا عن عائلاتهم.

الاثنين، ديسمبر ١١، ٢٠٠٦

يعبدون إلها واحدا ويفصل بينهما حاجزا معدنيا
لقد عبرنا ممرا ضيقا ثم بوابة حديدية لا تسمح إلا بمرور شخصا واحدا وبعدها نقطة تفتيش تابعة للجيش الإسرائيلي. عند وصولنا إلى الحرم الإبراهيمي/ جبل الهيكل في مدينة الخليل التاريخية، كان المسجد محاطا بسور يحرسه الجنود الإسرائيليين. توجهنا صوب المسجد، وفجأة صرخ الجنود الإسرائيليون بالعربية توقفوا هذه منطقة عسكرية مغلقة.

تحرك الجنود الإسرائيليون وقفوا أمامنا وقد بدت عليهم علامات العصبية وخاصة بعد أن شاهدوا الصحفيين والكاميرات التليفزيونية. وعندما طلبنا منهم الدخول إلى المسجد أخبرونا أنه لا يسمح إلا للمصلين بالدخول.

وعندما طلب اثنين من المرافقين للوفد من المسلمين الدخول إلى المسجد قال الحراس أنهم يمكنهم الدخول للصلاة ولكن ليس للزيارة. تسألنا فيما بينا كيف يمكنهم التأكد من أن الداخلين إلى المسجد ينون الصلاة وليس الزيارة. عبرنا بوابتين للتفتيش عن الأسلحة أحداهما خارج المسجد والأخرى داخله.

في داخل المسجد رحب بنا الأمام وقال: " من أجل حقوق الإنسان سوف أريكم الظلم الذي يحيق بنا". ثم أشار إلى المكان الذي قتل فيه 29 مصليا وجرح ما يقرب من 150 على يد أحد المستوطنين بعد أن قام بإطلاق النار عليهم أثناء تأديتهم للصلاة. ولا تزال بالقرب من هذا المكان آثار الطلقات النارية على الجدار.

ومنذ ذلك الحين قسم المكان بواسطة حاجز معدني ليفصل بين المصليين المسلمين واليهود. وبالرغم من أننا كنا نستطيع سماع أصوات المصلين اليهود إلا أننا لم يكن باستطاعتنا رؤيتهم. – يعبدون آله واحد ويفصل بينهم حاجز معدني.
أثناء خروجنا من المسجد لمحنا الجنود الإسرائيليين وهم يقومون بتفتيش أحد المصلين الفلسطينيين وهو الأمر الذي لم نتعرض له فقط لأننا أجانب.

الجمعة، ديسمبر ٠٨، ٢٠٠٦

حياة طفل في مدينة منفصلة إلى شطرين
بنظرة خاطفة ومتوترة، نظر سامر* إلى بوابة حديقة المنزل بينما كان يسرد لنا قصته: "لا يسمح لي باللعب داخل الحديقة -- وعندما أخرج أشعر بالذعر مما يتواجد على الجانب الآخر من البوابة. أحاول أن أكون شجاعاً من أجل عائلتي، هكذا تعودت، رغم كل شيء".

يعيش سامر، ابن الثانية عشرة ربيعاً في مدينة الخليل، تلك المدينة الفلسطينية التي يقطنها (120.000) فلسطيني بالإضافة إلى مجموعة صغيرة تقارب (400) مستوطن إسرائيلي يعيشون في وسط المدينة. يقع منزل سامر في محاذاة المستوطنة. لذلك، فهو لا يستطيع مغادرة البوابة الأمامية لمنزله خشية التعرض لهجوم. يتوجب على عائلة سامر أن يتسلق طريق شديد الانحدار حتى تستطيع الوصول إلى البوابة الخلفية للمنزل-- وهو نفس الطريق الذي سلكناه الليلة الماضية. كما أنه يتوجب على عائلة سامر الانصياع لأوامر الجنود الإسرائيليين بعدم إقفال الأبواب حتى تتاح لهم حرية الذهاب والعودة كما يشاؤون.

أخبرتنا والدة سامر، نادية، أنها لا تنعم بنوم جيد أثناء الليل "إذا لم نترك الأبواب مفتوحة؛ فإننا نعرف أنهم ببساطة سيفجرونها، عادة ما يأتي الجنود الساعة الواحدة أو الثانية صباحاً لتفتيش المنزل".

يقول سامر إن الأطفال المستوطنين على الجانب الآخر من البوابة لا يتحدثون إليه مطلقاً -- على الرغم من أن الجنود يفعلون ذلك في بعض الأحيان "عندما أشعر بالشجاعة وأخرج للعب في الحديقة، يطلب مني الجنود أن أذهب بعيداً".
وفجأة، وبينما كنا نستمع إلى سامر وعائلته، عبر جنديان إسرائيليان حديقة العائلة في الظلام ودخلوا إلى المنزل. كانت الأجواء متوترة في تلك اللحظة. طلب الجنود رؤية البطاقات الشخصية للوفد، بالإضافة إلى البطاقات الشخصية الخاصة بالصحفيين الذين قاموا بتصوير الزيارة.
ويبدو أن أضواء الكاميرا المتجهة صوبهم جعلتهم يغادرون خلال فترة قصيرة، ومع ذلك، فقد تركوا انطباع ليس من السهل نسيانه. أما والد سامر فقد كان يرتجف.
هز سامر كتفيه قائلاً:" لقد تعودنا على ذلك".
عندما غادرنا قالت لنا والدة سامر عندما يأتي ضيوف لزيارتنا، يأتي الجنود في الليل، ويقلبون بيتهم رأساً على عقب.

* تم تغيير الأسماء لدواع أمنية